أمامكم المرآة


""""" و أمامكم المرآة """""
----------------------------

إن لم تحفظ دعاءاً مَوْسوماً على اللّسان
تدعوا به خيراً للسُّلطان و ذوي السّلطان ..
فلا حظّ لك في الإمامة و لا رفع الآذان
و لو كُنت فقيها في الدّين حاملا للقرآن
خِطبة من تأليف كاتب بالاسلام استهان 
يُلقيها من مِنبر مسجد الدّولة خطيب جبان 
عضّ في ثدي الأُمَّة الذي سقاه أطيب الألبان 
و صَعَّر الخدّ عن الضعيف حتّى انطفأ فيه نور الإيمان ..
خاب من ظنّ أنّ وزير اللّيث سعدان 
و خسئ من أذَّن في الناس : أَنْ مَجِّدو الشيطان
قدِّسو المخلوق , نَصِّبو الأوثان 
مَخزِنو السَّجّاد , عَلمِنو البيان

أيّها الجائع العطشان :
لا تكُن بغلا بهيميّا و لو جَدُّك حِصان 
لا تكن حمارا وَفَّروا له العَلَف و الأثان 
لا تَكُن ضَبُعاً بالقضيبِ عريضَ البِطان
لا تكُن سَبُعا يخشى سِياط البهلوان 
لا تكُن قِرداً يَفلي الرؤوس الصِّوان 
و لا حتّى إنساناً لاجئا يطلب السِّلم و الأمان

أيُّها الشجعان :
الحُرُّ بالغمزِ يفهم , و الدَّلْوُ حِضنُ القِنان
لسان العبد ألجِم و كُفَّ عنهُ العِنان 
مهزوز القلب يندم , إذا ما عُذّبت الأبدان
يبيع الحق الأعظم و يُسلّم النفس للهوان
جَرَّعونا السُّمَّ و خَبّأوا الترياق 
و أخذوا الكراسي بالتّناوب 
باعونا خُبزا جرّدوه من المذاق 
و خمّرونا بالخُبث و التّلاعب

يا سادة الطُّغيان :
صفّدتم الأيادي بأغلال السَّقر 
زوّرتُم واقعاً كشفَه المطر 
بِعتُم الوطنية لِشعب قُهر 
جلدتُم الحُرَّ و سترتم الأثر
وراءكم لغيط الرُّضّع 
و فوقكم ربُّ الرُّكَّع 
و تحتكم وطنٌ جُوِّع 
و أمامكم المرآة 
منها عذابكم آت
فهذا كلام العُراة الحُفاة 
في أرضِ خيرٍ لهُم فلاة
________________

04/01/2015



0 التعليقات:

إرسال تعليق