كثر الدعاة والداعيات لدين الله جل شأنه، وخاصة منهم النساء، فما حكم دعوتهن؟.
يجوز للمرأة الدعوة لله بشروط :
العلم :
فكيف تاخذ على نفسها الدعوة إلى الله وهي لا تفرق بين "الكوع والبوع والكرسوغ".
فإذا لم يكن لها علم فعلام تبني؟ وما الذي تقول؟.وكيف تطير ولم تريش؟.(هذا تعبير للذهبي). وقد يرجع الكثير ليسألني عن حديث ذكرته فلانة وهو لا وجود له حتى في الكتب الموضوعات (أي الكتب التي اهتمت بالحديث المكذوب).
فإذا لم يكن لها علم فعلام تبني؟ وما الذي تقول؟.وكيف تطير ولم تريش؟.(هذا تعبير للذهبي). وقد يرجع الكثير ليسألني عن حديث ذكرته فلانة وهو لا وجود له حتى في الكتب الموضوعات (أي الكتب التي اهتمت بالحديث المكذوب).
قال البخاري:"باب العلم قبل القول والعمل ". ثم ذكر قول ربنا:"فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقّلبكم ومثواكم ".
تزوج أحد تلامذة سعيد بن المسيب ابنته. فلما دخل بها وأصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج، فقالت له : إلى أين تريد؟. فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم. فقالت له: اجلس أعلمك علم سعيد".(المدخل بتصرف بسيط مني).
قلت : فتعلمي علم سعيد أولا. أو تلكمي من مكانك في العفة والحياء والوقار والتزمي به.
أن لا تنشر صورتها وصور النساء عموما :
وأعجب منهن يدعين التشبه بأمهات المؤمنين ! وهل علمت كيف كن؟:.
عن أمنا عائشة قالت :"جاء عمي بعدما ضرب الحجاب، فأبيت أن آذن له، فسألته[ﷺ]، فقال: ائذني له فإنه عمك. قلت: إنما أرضعتني المرأة، ولم يرضعني الرجل؟. قال: تربت يمينك، ائذني له فإنما هو عمك ".(صحيح رواه احمد) وأصله متفق عليه.
وقالت رضي الله عنها :" كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله ﷺ وأبي، فأضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر". (صحيح رواه أحمد). قلت : وقد جلعت بينها وبين القبور حائطا،رضي الله عنها.
وعنها رضي الله عنها " أنها قتلت جانا، فأُتيت فيما يرى النائم فقيل لها: أما والله لقد قتلت مسلما، قالت: فلم يدخل علي أزواج النبي ﷺ؟. فقيل لها: ما تدخل عليك إلا وعليك ثيابك. فأصبحت فزعة وأمرت باثني عشر ألفا في سبيل الله". (حسن رواه ابن أبي شيبة).
وقالت رضي الله عنها :" كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله ﷺ وأبي، فأضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر". (صحيح رواه أحمد). قلت : وقد جلعت بينها وبين القبور حائطا،رضي الله عنها.
وعنها رضي الله عنها " أنها قتلت جانا، فأُتيت فيما يرى النائم فقيل لها: أما والله لقد قتلت مسلما، قالت: فلم يدخل علي أزواج النبي ﷺ؟. فقيل لها: ما تدخل عليك إلا وعليك ثيابك. فأصبحت فزعة وأمرت باثني عشر ألفا في سبيل الله". (حسن رواه ابن أبي شيبة).
وهذا كان دأب العالمات بعدهن عن الإمام مالك رحمه الله انه كان يقرأ عليه الموطأ. فإن لحن القارئ في حرف أو زاد أو نقص تدق ابنته الباب، فيقول أبوها للقارئ :" ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط ". (المدخل لابن الحاج).
وقد تحدث أهل الحديث في سماع محمد بن إسحاق من فاطمة زوجة هشام بن عروة : وقالوا جائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب في غيبة زوجها. قال الذهبي : "ذاك الظن بهما ، كما أخذ خلق من التابعين عن الصحابيات ، مع جواز أن يكون دخل عليها ورآها وهو صبي فحفظ عنها ، مع احتمال أن يكون أخذ عنها حين كبرت وعجزت ، وكذا ينبغي ، فإنها أكبر من هشام بأزيد من عشر سنين "(السير). وانظري كيف أنكر أهل ان يكون سمع منها مباشرة.
وعند أحمد:" جاء قوم من أصحاب الحديث فاستأذنوا على أبي الأشهب فأذن لهم ، فقالوا : حدثنا ، قال : سلوا، فقالوا : ما معنا شيء نسألك عنه ، فقالت ابنته من وراء الستر : سلوه عن حديث عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلاب "(المسند).
قلت : فكيف بك تضعين صورتك وصور النساء حولك ثم تدعين التشبه بنساء النبي صلى الله عليه وسلم؟. لا وكلا وحاشا ولما، وسحقا طرا جميعا.
والتي وضعت صور النساء هتكت سترها وحياءها وبهذا تجرأ عليها الرجال وأشباههم، قال رسول الله ﷺ :"ليس للنساء وسط الطريق".(حسن رواه ابن حبان).
عن أبي أسيد الأنصاري قال:"فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به".(حسن رواه أبو داود).
عن أبي أسيد الأنصاري قال:"فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به".(حسن رواه أبو داود).
قلت : فكيف بها وهي بارزة للعموم ليلها كنهارها؟.
وقد أحس القائل :
ومظهرة لخلق الله ودا وتلقي بالتحية والسلام
اتيت فؤادها اشكو اليه فلم اخلص اليه من الزحام
اراك بقية من قوم موسى فهم لايصبرون على طعام
أن تكتفي لدعوة النساء من حولها فهن أحق بدعوتها :
والعلم في بنات جنسها عزيز ونادر، فالأولى هن، ولا يصح منها دعوة الرجال إلا إذا رأت أن الرجال مخاطبون بدعوتها وقد يتغير حالهم بشرط : أن لا يعلق الرجال، ولا يخلتطوا بالنساء. فيرضى الرجال بالمتابعة والاستفادة لعلهم يرجعون. ولا تكلم أحدا على الخاص ولو جعلته غير خاص يطلع عليه محارمها فهو المطلوب. اللهم إلا إن كانت فقيهة واحتيجت لسؤال وعُدم العلماء الرجال، فلا بأس أن تُسأل في حدود الشرع.قال ربنا:"وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن". وهذا عند الحاجة، قال القرطبي:"واختلف في المتاع ، فقيل : ما يتمتع به من العواري . وقيل فتوى . وقيل صحف القرآن . والصواب أنه عام في جميع ما يمكن أن يطلب من المواعين وسائر المرافق للدين والدنيا ".(أحكام القرآن).
والعجب ممن نصبوها داعية وترضى ويرضى محرمها بتغزل الرجال فيها، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها , وكان إذا كره شيئا , رئي ذلك في وجهه"(صحيح رواه ابن ماجة).
قلت : فهي اليوم ليست في خدرها ولا يضرب المثل بحيائها، ولا يعرف في وجهها. كيف وهي تظهر محياها للعموم وتصور نفسها للبر والفاجر والرجل والمسترجل.
إذا قل ماء الوجه قل حيــــاؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظــه علـيـك وإنما يدل على فعل الكريم حــيـاؤه.
وقد حضرني موقف أم جعفر بنت عبد الله بن غرفطة الأنصارية وقد تشبب بها (أي تغزل بها) الاحوص قائلا :
قد منعت معروفها أم جعفر وإني إلى معروفها لفقير
وقد أنكرت بعد اعتراف زيارتي وقد وغرت فيها علي صدور
أدور ولولا أن أرى أم جعفر بأبياتكم ما درت حيث أدور
أزور البيوت اللاصقات ببيتها وقلبي إلى بيت الحبيب يزور
وما كنت زوارا ولكن ذا الهوى إذا لم يزر لا بد أن سيزور
أزور على أن لست أنفك كلما أتيت عدوا بالبنان يشير
فجاءته مرة متنقبة وهو في مجلس قومه ولا يعرفها فقالت له: اقض ثمن الغنم التي ابتعتها مني. قال: ما ابتعت منك شيئا فأظهرت كتابا قد وضعته عليه وبكت وشكت حاجة وفاقة وقالت: يا قوم كلموه, فلامه قومه وقالوا: اقض المرأة حقها فحلف أنه ما رآها قط ولا يعرفها, فكشفت عن وجهها وقالت: ويحك, أما تعرفني فجعل يحلف أنه ما يعرفها ولا رآها قط حتى إذا استفاض قولها وقوله واجتمع الناس وكثروا وسمعوا ما دار وكثر لغطهم وأقوالهم قامت, ثم قالت: أيها الناس, اسكتوا فسكت الناس, ثم أقبلت عليه وقالت: يا عدو الله صدقت والله ما لي عليك حق ولا تعرفني, وقد حلفت على ذلك وأنت صادق, وأنا أم جعفر وأنت تقول: قلت لأم جعفر, وقالت لي أم جعفر: فمن أين قلت لك وقلت لي وأنت لم ترني إلا هذه الساعة, فخجل الأحوص وانكسر عن ذلك وبرأت عندهم".( الدر المنثور في طبقات ربات الخدور).
قلت : وأين غزل الأحوص من تعليقات الفحش والعهر، والعجيب كيف رضيت واستكانت واطئمنت بها "الداعية".
فمثل هذه المرأة تصنح وينصح محرمها علهما يعودان،وإلا هجرت وهجر محارمها ومن يدعمها. قال الذهبي:"فإن كان الجار ديوثاً أو قليل الغيرة أو حريمه على غير الطريق المستقيم فتحول عنه أو فاجهد أن لا يؤذون زوجتك فإن في ذلك فساداً كثيراً وخف على نفسك المسكينة ولا تدخل منزله واقطع الود بكل ممكن".(حق الجار).
قلت : فينصحن لعل الله يحدث لهن أمرا، وإلا الهجر أسلم،ومن يتابع مثل هته الصفحات ففي قلبه شبهة وشهوة فليتب إلى الله وليرجع عما هو فيه.
ولا يخفى على أحد وجود صفحات طيبة وهي معدودة. فنسأل الله التوفيق والسداد. والله من وراء للقصد.
كتبه : الشيخ قاسم اكحيلات
الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1437 هـ / 2 فبراير 2016 م
تصنيف :
اقتباسات
,
الشيخ قاسم اكحيلات
,
مسلمات
,
منشورات إسلامية
,
منشورات فيسبوكية
0 التعليقات:
إرسال تعليق