حكم (الحلاوة) أو (الإكرامية) أو الهدية التي تقدم للموظف عموما.
ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
الكثير من الناس إذا أنجب مولودا يقدم للممرضة هدية (حلاوة) وكذا لموظف ونحوه هؤلاء.
وهذا بعد التأمل حرام منهي عنه، وذلك لأن هذا الموظف يأخذ أجرة على عمله فلا وجه لأخذه هدية وهذا ماورد منصوصا عليه :
قال رسول الله ﷺ:" من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول". (صحيح رواه أبو داود).
وقال رسول الله ﷺ :"هدايا العمال غلول". (صحيح رواه أحمد).
[الغلول] السرقة من الغنيمة وهو من الكبائر.
[الغلول] السرقة من الغنيمة وهو من الكبائر.
وعن أبي حميد الساعدي قال: "استعمل رسول الله ﷺ رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه قال: هذا مالكم وهذا هدية، فقال رسول الله ﷺ: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه يقول: اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع أذني.". متفق عليه.
قال النووي:"وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول لأنه خان في ولايته وأمانته ولهذا ذكر في الحديث في عقوبته وحمله ما أهدي إليه يوم القيامة كما ذكر مثله في الغال وقد بين - صلى الله عليه وسلم - في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه وأنها بسبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامل فإنها مستحبة".(شرح مشلم).
وقد قال ربنا:"( أكالون للسحت ) : قال ابن امسعود:" السحت : أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى ؛ فيهدي إليك هدية فتقبلها منه".(تفسير الطبري).
أما غير الموظف فيجوز إعطاؤه هدية على بشارة أو خدمة مباحة.
ففي قصة توبة الله تعالى على كعب بن مالك رضي الله بعد تخلفه عن غزوة تبوك ، قال كعب : "فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللهﷺعن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة ، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله ، قد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك ، أبشر . قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء فرج ، وآذن [أي : أعلم] رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض إلي رجل فرسا ، وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل ، وكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه ، والله ما أملك غيرهما يومئذ ، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله ".(متفق عليه).
ففي قصة توبة الله تعالى على كعب بن مالك رضي الله بعد تخلفه عن غزوة تبوك ، قال كعب : "فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللهﷺعن كلامنا ، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة ، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله ، قد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك ، أبشر . قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء فرج ، وآذن [أي : أعلم] رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض إلي رجل فرسا ، وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل ، وكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه ، والله ما أملك غيرهما يومئذ ، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله ".(متفق عليه).
قال ابن القيم:"وفي نزع كعب ثوبيه وإعطائهما للبشير، دليل على أن إعطاء المبشرين من مكارم الأخلاق والشيم وعادة الأشراف، وقد أعتق العباس غلامه لما بشره أن عند الحجاج بن علاط من الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يسره. وفيه دليل على جواز إعطاء البشير جميع ثيابه".(زاد المعاد).
وقال رسول الله ﷺ :"من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه". (صحيح رواه أبو داود).
قال المناوي:"لأن في ذلك التواصل والتحابب والذي أتاك المعروف محتاج كأنت فقابله بمثل فعله وأحسن قال سبحانه {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} قيل هو في الهدية وقيل السلام (فإن لم تجدوا) ما تكافئوه به (فادعوا) الله (له) أن يكافئه عنكم وفي خبر إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء".(فيض القدير).
*مسألة : إذا قام أحد بخدمة أحد كالشافعة له في عمل عند شخص ما، فهل يهدي له؟. خلاف. والراجح، إذا كانت هته الشفاعة وجابة فلا يجوز، اما لو كانت مباحة فلا بأس.وترك هذا كله اولى فقد قال رسول الله ﷺ:"من شفع لأحد شفاعة فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من الربا".(صحيح رواه احمد).
[الشفاعة] التوسّط للغير، بجلب منفعة له أو دفع مضرة عنه.
[الشفاعة] التوسّط للغير، بجلب منفعة له أو دفع مضرة عنه.
والله من وراء القصد.
الشّيخ قاسم اكحيلات
تصنيف :
الشيخ قاسم اكحيلات
,
منشورات إسلامية
0 التعليقات:
إرسال تعليق